: لقد أعطى الله عقوبة لآدم “ بعرق وجهك تأكل خبزاً " " ملعونة الأرض
بسببك 0 بالتعب تأكل منها " ( تك 3 : 19 ، 17 ) 0 أما العقوبة التى أعطاها لحواء فهى " تكثيراً أكثر أتعاب حبلك 0 بالوجع تلدين أولاداً " ( تك 3 : 16 ) 0 ثم جاء السيد المسيح و خلصنا بدمه 00 فلماذا بعد الخلاص ، ما تزال العقوبة قائمة : الرجل يتعب ليأكل خبزاً 0 و المرأة بالوجع تلد أولاداً ؟
: فى الواقع إن عقوبة الخطية كانت هى الموت 0 و قد جاء المسيح ليخلصنا
من الموت ، فمات عنا 0
هذه هى الوصية أوصى التى أوصى الله بها أبانا آدم : ( 00 و أما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تأكل منها 0 لأنك يوم تأكل منها ، موتاً تموت " ( تك 2 : 17 ) 0
هذا أيضاً ما فهمته حواء ، و ما ذكرته فى حديثها مع الحية : " و أما ثمر الشجرة التى فى وسط الجنة فقال الله : لا تأكلا منه و لا تمساه ، لئلا تموتا" ( تك 3 : 3 )
و هذا هو تعليم الكتاب 0 فقد قال الرسول :
" لأن أجرة الخطية هى موت " ( رو 6 : 23 ) 0
و عن هذا الموت قال أيضا : " و أنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب و الخطايا " ( أف 2 : 1 ) 0 " و نحن أموات بالخطايا ، أحيانا مع المسيح " ( أف 2 : 5 ، كو 2 : 13 ) 0
و لأن أجرة الخطية هى الموت ، كان الفداء هو الطريق الوحيد إلى الخلاص ، إذ تموت نفس عوضاً عن نفس 0 و كان هذا هو جوهر فكرة الذبائح فى العهد القديم ، و جوهر صلب المسيح و موته عنا 0 و لهذا نقول إن المسيح حمل خطايانا على الصليب و مات عنها 0
أما التعب و أوجاع الحبل ، فعقوبات عرضية 0
ليست هى الأصل ، ليست هى العقوبة الأصلية ، أنما هى لمجرد تذكيرنا كل حين بأننا أخطأنا ، و حينئذ تكون للفداء قيمته فى أعيننا 0 و لهذا استبقى الله تلك العقوبات لعرضية لمجرد الذكرى النافعة 0 و البعض قد يعفى منها كالأطفال مثلاً ، و يذكرونها حينما ينصحون